قوله جلّ ذكره: {لآَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ}.أي: أقسم بيوم القيامة.{وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}.أي: أقسم بالنفس اللَّوَّامة، وهي النََّفْسُ التي تلوم صاحبَها، وتعرِف نقصانَ حالِها.ويقال: غداً كلُّ نَفْسِ تلوم نَفْسَها: إمَّا على كُفْرِها، وإمَّا على تقصيرها- وعلى هذا فالقَسَمُ يكون بإضمار الرَّب أي: أقسم بربِّ النفس اللوامة. وليس للوم النَّفْسِ في القيامةِ خطرٌ- وإنْ حُمِلَ على الكُلِّ ولكنَّ الفائدة فيه بيان أنَّ كلِّ النفوس غداً- ستكون على هذه الجُملة. وجوابُ القسَم قولُه: {بَلَى}.قوله جلّ ذكره: {أَيَحْسَبُ الإنسَانُ ألَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ}.أيظن أنَّا لن نبعثَه بعد موته؟{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ}.{قَادِرِينَ} نصب على الحال؛ أي بلى، نسوي بنانه في الوقت قادرين، ونقدر أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخُفِّ البعير وظلف الشاة.. فكيف لا نقدر على إعادته؟!